مرض باركينسون أو الشلل الرعاش
Parkinson's Disease

يعود الفضل للمعرفة العلمية لهذا المرض إلى الطبيب البريطاني جيمس باركنسون الذي وصف المرض للمرة الأولى عام 1817 م ، و هو مرض يتقدم مع مرور الزمن و يؤدي إلى ضمور و تلف في الخلايا و الألياف العصبية ، و تقدر نسبة حدوثه العالية من 1 إلى 500 من الأشخاص في سن الخمسين و يزداد مع تقدم العمر

و يسمى هذا المرض بمرض المشاهير حيث أصيب به الكثير من مشاهير العالم مثل هاري ترومان و ماو تسي تونغ و هتلر و محمد علي كلاي و البابا يوحنا الثاني و الرئيس الأمريكي رونالد ريجان ، و هناك أكثر من مليون شخص مصاب بهذا المرض في أمريكا وحدها

مرض باركنسون يوجد في الرجال أكثر من النساء بنسبة 3 إلى 2 ، و معدل عمر المريض عند ظهور الإصابة هو 50 عاما ، و يمكن أن يحصل عند صغار السن أيضا أي قبل سن الأربعين بنسبة 5 إلى 10 فى المائة حيث أن نسبة هذا المرض تزداد مع ازدياد متوسط العمر

تطور مرض باركنسون:

مادة الدوبامين هي مرسل كيماوي في المخ ، و الخلايا المنتجة للدوبامين موجودة في أماكن خاصة من المخ تتأثر و تقل و تتلف في الأشخاص المصابين بهذا المرض ، و عند استهلاك مادة الدوبامين و هي المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية التي تسهم في تحقيق التوافق الحركي للإنسان يفقد المخ قدرته على السيطرة على الحركات و إدارتها كما يجب ، و لهذا يعتبر مرض باركنسون ناجما عن نقص في مادة الدوبامين

أسباب هذا المرض غير معروفة تحديدا ، و هنالك عدة احتمالات نذكر منها ما يلى:

⚬ إصابة فيروسية
⚬ وجود ضعف في المناعة
⚬ ضمور و تلف في الخلايا المؤدية إلى المرض
⚬ التعرض لمواد سامة
⚬ استعداد وراثي كصفة جينية

تظهر الأعراض بعد أن يصبح النقص فى مادة الدوبامين فى المخ ما يعادل 75 إلى 80 فى المائة ، أو عندما يحدث عدم توازن بين الدوبامين و مواد كيميائية أخرى موجودة في النوى القاعدية مثل الأستيل كولين و الجلوتاميت و مواد أخرى ، وتشمل أهم أعراضه ما يلى::

⚬ البطء في الحركة و الكلام و الكتابة و الفهم
⚬ مريض الباركنسون لا ترمش عيناه إلا نادرا
⚬ تيبس في الأطراف
⚬ رعشة و ارتجاف في الأطراف العلوية و السفلية مما يؤثر على توازن المريض و سيره ، و الرجفان المنتظم يبدأ في اليدين و الأصابع ثم يمتد ليشمل القدمين و الرأس ، و يبدو المريض كأنه يدحرج حبات مسبحة بين أصبعي الإبهام و السبابة ، و يظهر الرجفان أثناء الراحة و يختفي أثناء النوم و مع الحركة الإرادية للطرف المصاب ، و يزداد الرجفان مع التوتر و القلق ، و هذا الرجفان يؤدي إلى صعوبة في الكتابة و الإمضاء و الرسم ، مع صعوبة في الأكل و لا سيما احتساء السوائل مثل الماء و الشوربة ، كما يؤثر الرجفان على الحلاقة و ربط الحذاء أو فتح أو ربط الأزرار أو لبس الجوارب أو عد النقود أو قرع الباب أو استعمال فرشاة الأسنان و غيرها
⚬ يتميز مريض باركنسون بوجه جامد الملامح قليل الحركة معدوم الانفعال ، لا ترمش عيناه إلا نادرا و كأنه يضع قناعا أصم على وجهه ، و قد يسيل اللعاب من فمه أثناء الليل ، أو ترتعش شفتاه و لسانه ، فإذا تكلم كان كلامه بطيئا هامسا مملا على وتيرة واحدة ، و يكتسب جسمه وضعا متصلبا يتميز بانحناء الظهر و انثناء المرفقين و الركبتين جزئيا ، و غالبا ما يمشي المريض بخطوات قصيرة زاحفة ، فهو بطيء الحركة ، بطيء الكلام ، بطيء الكتابة ، بطيء الاستجابة ، بطيء الفهم ، كأنه قد وضع في قميص من الجبس ، أو قناع من حديد
⚬ يلاحظ الكثيرون من مرضي باركنسون أن الضغط النفسي و القلق يزيدان أعراض تشويش الجهاز الحركي و مشاكل الجهاز الهضمي و مستويات أيون الهيدروجين ، و كذلك مستويات السكر في الدم بالإضافة إلى وظائف فسيولوجية أخرى

طرق العلاج:

⚬ رغم التقدم الكبير في المعالجة الدوائية و الجراحية لمرض باركنسون إلا أنه لا توجد حتى الآن معالجة شافية تامة له ، و ما يشجع أن أبحاثا كثيرة و متطورة تجرى الآن في العالم قد تساعد في المستقبل على ظهور فهم جديد يمكن أن يؤدي إلى شفاء المرض ، و المعالجة في الوقت الحاضر تستمر طوال الحياة مثلها مثل معالجة مرض السكري ، فهي تساعد على تخفيف حدة الأعراض و على استعادة القدرات الوظيفية و تحسين نوعية الحياة فقط ، فيتمكن المريض من أن يعود إلى مزاولة حياته الطبيعية في العمل و المجتمع ، كما يشعر بنعمة الصحة و السعادة و عدم الاعتماد المستمر على الآخرين
⚬ هنالك أدوية كثيرة و حديثة أثرت إيجابيا في تحسن حالة المريض ، و لكن في بعض الحالات تنقص كفاءة الدواء و في حالات أخرى لا يتحمل المريض العلاج أو تظهر آثار جانبية لهذه الأدوية لا يمكن علاجها
⚬ يقرر الطبيب حاجة المريض إلى الجراحة و نوعها و موقعها حيث يوجد نوعان من الجراحة إما بالكي أو بالتنبيه الكهربائي بواسطة بطارية تزرع تحت الجلد ، و هذا يؤدي إلى نتائج جيدة
⚬ هناك دراسات كثيرة على علاجات متطورة ، و كذلك دراسة هندسة الجينات و زرع خلايا خاصة من الجنين
⚬ استشارة اختصاصي المعالجة بالعمل أو الانشغال ليقدم نصائحه حول مشاكل الحركة عند المريض
⚬ استشارة مدرب النطق ليقدم إرشاداته حول تقنيات التكلم و التمارين الخاصة بعضلات الوجه وثيقة الصلة بعملية المضغ
⚬ القيام بالتمارين الرياضية و المشي و الغناء و التكلم على أنغام الموسيقى


  عودة إلى الشاشة السابقة
      عودة إلى مخطط الجسم
        لاحظت خطأ في المعلومات أعلاه