اعتلال ديسك الرقبة
Neck Disc Disease


تتكون منطقة الرقبة من سبعة فقرات عنقية مرصوفة فوق بعضها البعض ، و تقع بينها أنسجة متخصصة تسمى القرص الغضروفي أو الديسك ، هذا القرص الغضروفي له وظيفة مهمة في ربط الفقرات ببعضها و المحافظة على ثباتها بالإضافة إلى توفير المرونة اللازمة لحركة العنق

و لكن لأن منطقة الفقرات العنقية تكون عرضة للإجهاد خلال الأنشطة اليومية من حيث أنها تحمل رأس الإنسان الذي قد يزن عدة كيلوجرامات بالإضافة إلى كونها تتمتع بقدر كبير من حرية الحركة عند الالتفات و ثني العنق و غير ذلك من الحركات فإن كل ذلك يجعل هذه الغضاريف عرضة للخشونة و التآكل مع مرور الزمن

الغضروف السليم يتكون من حلقة خارجية من الألياف بداخلها مادة جيلاتينية ، و يحدث الانزلاق الغضروفي عندما ينزلق الجزء الجيلاتيني و يخرج عبر فتق في الجزء الليفي من الديسك ، هذا الجزء الجيلاتيني الرخو ينزلق نحو القنوات العصبية و يضغط على أجزاء من الأعصاب الطرفية أو النخاع الشوكي


هناك عوامل كثيرة قد تؤدي إلى الانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية من أهمها الإهمال في وضعية الرقبة و تعريضها لأوضاع غير صحية عند الجلوس و المشي و القراءة و استخدام الهاتف و عند النوم و مع القيادة لفترات طويلة و عند الأشخاص الذين لديهم ضعف في عضلات الرقبة ، و في كثير من الأحيان لا يمكن تحديد سبب معين لحدوث الانزلاق الغضروفي


عادة ما تبدأ الأعراض في شكل آلام في منطقة الرقبة و الكتفين ، و تزداد مع المجهود و تحريك الرقبة و عند النوم ثم تنتشر إلى أحد الطرفين العلويين لتشمل الكتف و الذراع و الساعد و حتى أصابع اليد ، و يصاحبها شعور بتنميل أو خدران في بعض الأصابع ، هذه الآلام قد تكون شديدة لدرجة أن المرضى قد يشبهونها بسيخ من نار أو كهرباء داخل الذراع

أما في الحالات الشديدة التي يكون فيها الانزلاق الغضروفي كبيراً بحيث يضغط على أجزاء من النخاع الشوكي فإن الأعراض قد تمتد لتشمل الأطراف السفلى من ضعف في الساقين و صعوبة في المشي و خدران و تأثر في وظيفة مخرج البول و البراز و زيادة في الانعكاسات الطرفية العصبية


أما بالنسبة للتشخيص فإنه يتم بعد الفحص السريري و عمل أشعة رنين مغناطيسي للفقرات العنقية حيث يظهر بوضوح تام مكان الغضروف المنزلق و حجمه و شدة الضغط على الأعصاب ، بالإضافة إلى ذلك فإن تخطيط الأعصاب الطرفية للذراع قد يساعد على تقييم حالة الأعصاب و مدى تأثرها بالانزلاق الغضروفي


العلاج عادة ما يبدأ بالطرق التحفظية التي تتكون من:

⚬ استعمال الأدوية المسكنة للألم و الأدوية المضادة للإلتهابات و الأدوية المرخية للعضلات
⚬ استخدام الطوق الطبي لفترة محدودة
⚬ استخدام مخدة طبية عند النوم
⚬ تجنب إرهاق العنق والحرص على سلامة القوام عند الجلوس لفترات طويلة
⚬ كذلك عمل برنامج علاج طبيعي و تأهيلي يشتمل على تمرينات تقوية و إطالة للعضلات المحيطة بالفقرات العنقية و الرقبة و أعلى الظهر
⚬ كما أن تناول جرعات معينة من فيتامين باء المركز يساعد على تغذية الأعصاب المريضة و سرعة شفائها

عادة ما تستجيب الغالبية العظمى من المرض لهذا العلاج التحفظي خلال ستة أسابيع ، أما في الفئة التي لا تستجيب للأدوية أو التي يكون فيها أعراض شديدة أو ضمور في العضلات ، فإن التدخل الجراحي يكون هو الحل الأمثل عن طريق استئصال الانزلاق الغضروفي



  عودة إلى الشاشة السابقة
      عودة إلى مخطط الجسم
        لاحظت خطأ في المعلومات أعلاه