كسر انضغاطى فى فقرات العمود الفقرى
Compression Fractures


يتكون العمود الفقري من ثلاث و ثلاثين فقرة مرصوفة فوق بعضها البعض لتكون عموداً يعطي الجسم شكله الطبيعي عند الوقوف و المشي و يساند العضلات و يحمى الحبل الشوكى ، و الجزء الأكبر من كل واحدة من هذه الفقرات هو الجزء الأمامي و الذي يعرف بجسم الفقرة ، هذا الجزء يتعرض لأكثر أنواع كسور الفقرات شيوعاً ألا و هو الكسر الانضغاطي ، و هذه الكسور عادة ما تصيب الفقرات المريضة و الضعيفة أو الفقرات السليمة نتيجة إصابات قوية لها

و كسر العظام في العمود الفقري أي في الفقرات هو مسألة شائعة الحدوث لدى الأشخاص المصابين بهشاشة العظام ، و في هذا النوع من الكسور المسماة الكسور الانضغاطية تنهار الفقرة على نفسها مسببة الآلام في الغالب ، و حتى وإن لم يقد الكسر إلى إحداث أعراض فإن التعرض له يزيد من خطر حدوث كسر آخر و يؤدي التأثير التراكمي للكسور المتعددة إلى آلام مزمنة و إعاقة و إلى صعوبة التعامل مع أنشطة الحياة اليومية

و يحدث الكسر الانضغاطى لعظام العمود الفقري عندما تنهار الفقرات على نفسها نظرا لضعف و ترقق عظام العمود الفقري ، و هذه الكسور عادة ما تسبب الألم و العجز ، و يمكن أن تؤدي إلى انثناء أو انحناء في العمود الفقري مكونة حدبة ، و يمكن أن يشعر المصاب بخدر و وخز و ضعف بحيث يصعب المشي أو أداء الأنشطة اليومية المعتادة ، و في الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات في الجهاز التنفسي مما يخفض قدرة الرئة


هناك العديد من الأسباب التي تجعل الفقرات ضعيفة و غير قادرة على أداء وظيفتها في مساندة و دعم الجسم خلال الضغوط التي يتعرض لها العمود الفقري في الأنشطة اليومية ، من أكثر هذه الأسباب شيوعاً هناك مرض هشاشة و ليونة العظام الذي يصيب الملايين من الناس و خصوصاً النساء اللاتي وصلن إلى سن اليأس

أيضاً هناك بعض أمراض الغدد مثل الغدة الجار درقية و الغدة الدرقية و التي يؤدي خلل وظائفها إلى حدوث هشاشة و ليونة و نخر في العظام التي يتكون منها جسم الفقرة

بالإضافة إلى ذلك فإن مرض السرطان بجميع أنواعه قد ينتشر إلى جسم الفقرة من خلال الدم ليؤدي إلى نخر فيها ، و بالتالي إلى إضعافها و حدوث الكسور فيها

أما في الفقرات السليمة و غير المصابة بهشاشة العظام فإن الكسور الانضغاطية عادة ما تكون نتيجة إصابات كحوادث المرور و حوادث السقوط من علو ، و هي عادة ما تصيب فئة الشباب من المرضى ، و كذلك عند المرضى ممن يعالجون بتعاطى الكورتيزون لفترات طويلة


قد تتضمن الأعراض واحدة أو أكثر مما يلى:

⚬ ألم مفاجئ و متواصل و طويل الأمد في الظهر
⚬ الحد من حركة العمود الفقري
⚬ زيادة الألم عند الوقوف أو المشي
⚬ اتخاذ وضعية الانحناء
⚬ فقدان الوزن


الغالبية العظمى من هذه الكسور يمكن علاجها بغير التدخل الجراحي و ذلك عن طريق الأدوية المسكنة للآلام ، و الأحزمة الطبية الساندة للعمود الفقري ، و الراحة لفترة قصيرة لا تتجاوز عدة أيام و أخذ العلاجات اللازمة لتقوية عظام الفقرات كالكالسيوم و فيتامين دال و الأدوية المضادة لهشاشة العظام

أما في الحالات القليلة و النادرة التي تستدعي تدخلاً جراحياً ، فعادة ما يكون هناك ضغط على الأعصاب يستوجب عمل توسعة للقناة الشرعية ، أو يكون هناك تهشم شديد و عدم ثبات للفقرات مما يستدعي عمل تثبيت و دم لهذه الفقرات المصابة

و خلال السنوات القليلة الماضية تم أيضاً استحداث تقنية جديدة يتم خلالها حقن مادة الأسمنت الطبي داخل جسم الفقرة المريضة من خلال جرح بسيط في الظهر و تحت تخدير موضعي ، مما يساعد على دعم الفقرة و تقويتها و إزالة الآلام الناتجة عن انضغاطها

في هذا المرض بالذات فإن الوقاية خير من العلاج ، و ذلك عن طريق تفادي الأسباب المؤدية إلى هشاشة العظام ، و المحافظة على التغذية السليمة ، و ممارسة الأنشطة الرياضية ، و عمل فحوصات هشاشة العظام عند الأشخاص المعرضين لها ككبار السن و النساء و الذين لديهم خلل في وظائف الغدد

كذلك يجب عدم إهمال علاج الهشاشة أو علاج هذه الكسور و عدم الاستسلام لها عند حدوثها ، بل على العكس من ذلك فإنه يجب على المريض أو المريضة أخذ العلاجات اللازمة و لبس الحزام الطبي و محاولة العودة للمشي و الأنشطة اليومية بقدر المستطاع



  عودة إلى الشاشة السابقة
      عودة إلى مخطط الجسم
        لاحظت خطأ في المعلومات أعلاه